فصل: (سورة الأنفال آية 17):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأنفال الآيات 12- 13]:

{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ (12) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (13)}

.الإعراب:

{إذ} بدل من الأول، {يوحي} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (ربّ) فاعل مرفوع و(الكاف) ضمير مضاف إليه {إلى الملائكة} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يوحي}، (أنّ) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- و(الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر أنّ و(كم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل {أنّي معكم} في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأنّي معكم متعلّق بـ {يوحي}.
(الفاء) رابطة لجواب مقدّر (ثبّتوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به {آمنوا} فعل ماض وفاعله، (السين) حرف استقبال (ألقي) مثل يوحي، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا {في قلوب} جارّ ومجرور متعلّق بـ(ألقي)، {الذين} موصول في محلّ جرّ مضاف إليه {كفروا} مثل آمنوا {الرعب} مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (اضربوا) مثل ثبّتوا {فوق} ظرف مكان منصوب متعلّق بفعل اضربوا، ومفعول اضربوا محذوف تقديره اضربوهم، {الأعناق} مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة {اضربوا} مثل ثبّتوا (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من كلّ بنان {كلّ} مفعول به منصوب {بنان} مضاف إليه مجرور.
جملة: {يوحيّ ربّك} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {ثبّتوا...} جواب شرط مقدّر أي إن بدأ القتال فثبّتوا.
وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: {سألقي} لا محلّ لها تفسير لقوله أنّي معكم أو اعتراض بين متعاطفين.
وجملة: {كفروا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: {اضربوا...} في محلّ جزم معطوفة على جملة ثبّتوا.
وجملة: {اضربوا} (الثانية) معطوفة على جملة اضربوا (الأولى).
(ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و(اللام) للبعد و(الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ للسببيّة (أن) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم أن {شاقّوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ والواو فاعل {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به منصوب (رسول) معطوف بالواو على لفظ الجلالة منصوب و(الهاء) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل {أنّهم شاقّوا...} في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ ذلك.. أي ذلك العذاب أو العقاب بسبب مشاقّتهم للّه تعالى ورسوله (الواو) استئنافيّة {من} اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {يشاقق} مضارع مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على من {اللّه} لفظ الجلالة مثل السابق وكذلك {رسوله}، (الفاء) رابطة لجواب الشرط، (إن) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {شديد} خبر مرفوع {العقاب} مضاف إليه مجرور.
وجملة: {ذلك بأنّهم...} لا محلّ لها تعليليّة لمضمون العذاب المتقدّم.
وجملة: {شاقّوا...} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {من يشاقق...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يشاقق...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) وجملة: {إن اللّه شديد...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.

.الصرف:

{الأعناق}، جمع عنق اسم للعضو المعروف، وزنه فعل بضمّ الفاء وضمّ العين أو سكونها وهو مذكّر ومؤنّث.
{بنان}، اسم جامد لأطراف الأصابع أو الأصابع، وزنه فعال بفتح الفاء واحدته بنانة.

.البلاغة:

المجاز: في قوله تعالى: {وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ} الكلام مجاز في تسمية الكل باسم الجزء. فالبنان الإصبع، عبّر بالجزء وهو الإصبع، وأراد الكل وهو الأيدي والأرجل. فالعلاقة جزئية.

.الفوائد:

من خصائص اللغة العربية تسهيل النطق ولذلك فقد اصطلح العرب على أمور كلها وسيلة لهذه الغاية منها الإدغام وهو على ثلاثة أقسام:
أ- واجب: وهو عند ما يتحرك المثلان معا، وذلك بشروط، قد تبلغ أحد عشر شرطا، لا يتسع نهج الكتاب لتفصيلها، نحو مدّ أصلها مدد، وملّ وحبّ إلخ.
ب- جائز: يجوز الإدغام في ثلاث مسائل:
(الأولى) إذا كان الفعل ماضيا وقد افتتح بتاءين مثل: تتبّع وتتابع جاز بهما الإدغام، ويتوسّل للنطق به بإضافة همزة الوصل، فيقال: اتّبع واتّابع.
(والثانية والثالثة) أن تكون الكلمة فعلا مضارعا مجزوما، أو فعل أمر مبنيّا على السكون، فيجوز فيه الفكّ والإدغام، كفعل يشاقق من الآية المنوّه بها.
ب- ويمتنع الإدغام إذا تحرّك أحد المثلين، الأول أو الثاني، أو كان الأول هاء سكت، أو مدّة في الآخر، أو همزة منفصلة.

.[سورة الأنفال آية 14]:

{ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ (14)}

.الإعراب:

{ذلكم} مثل المتقدّم، والخبر محذوف تقديره واقع أو مستحقّ، (الفاء) عاطفة، (ذوقوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل و(الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة {أنّ} مثل السابق.
{للكافرين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم لأنّ {عذاب} اسم أنّ مؤخّر منصوب {النار} مضاف إليه مجرور.
جملة: {ذلكم} (واقع) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {فذوقوه} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبّهوا فذوقوه..
والمصدر المؤوّل {أنّ للكافرين عذاب...} في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره المحتّم أو الواجب.. أو في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره محتّم أي استقرار عذاب النار للكافرين محتّم.
وجملة المصدر المؤوّل- المبتدأ والخبر- لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الأولى.

.البلاغة:

الالتفات: في الآية الكريمة، حيث أن الخطاب فيها مع الكفرة على طريق الالتفات من الغيبة.

.الفوائد:

1- {ذلكم}:
معروف لدى جميع النحاة أنّ ذا هو اسم إشارة وأن اللام للبعد، وأن الكاف حرف خطاب. والذي نريد أن نوضحه أن اسم الإشارة ذلك يتبع دائما بحرف يناسب المخاطب من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث فتقول: ذلك للمفرد وذلكما لا مثنى وذلكم لجمع الذكور، وذلكنّ لجمع الإناث، وفي بحث اسم الإشارة تفصيل وتوضيح تجاوزناه تمشيا مع نهجنا بهذا الكتاب.

.[سورة الأنفال الآيات 15- 16]:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16)}

.الإعراب:

{يا} أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب و(ها) للتنبيه {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من أي أو نعت {آمنوا} فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل {إذا} ظرف شرطيّ للمستقبل مبنيّ في محل نصب متعلّق بمضمون الجواب {لقيتم} فعل ماض مبنيّ على السكون و(تم) ضمير فاعل {الذين} موصول مفعول به {كفروا} مثل آمنوا {زحفا} مصدر في موضع الحال من الضمير المفعول في {لقيتم}، أو من ضمير الفاعل، أو منهما معا، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) ناهية جازمة (تولّوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به أوّل {الأدبار} مفعول به ثان منصوب.
جملة النداء {يأيّها الذين...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {لقيتم...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: {لا تولّوهم...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(الواو) عاطفة {من يولّ} مثل من يشاقق، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة و(هم) ضمير مفعول به (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ(يولّ)، (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، (دبر) مفعول به ثان منصوب و(الهاء) ضمير مضاف إليه {إلّا} حرف للاستثناء {متحرّفا} منصوب على الاستثناء من حال عامّة مقدّرة، {لقتال} جارّ ومجرور متعلّق باسم الفاعل متحرّف {أو} حرف عطف {متحيّزا} معطوف على {متحرّفا} منصوب {إلى فئة} جارّ ومجرور متعلّق بـ {متحيّزا}، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق {باء} فعل ماض، والفاعل هو {بغضب} جارّ ومجرور متعلّق بحال من الفاعل أي متلبّسا أو مصحوبا بغضب {من اللّه} جارّ ومجرور متعلّق بنعت لغضب (الواو) عاطفة (مأوى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف و(الهاء) ضمير مضاف إليه {جهنّم} خبر مرفوع، (الواو) عاطفة {بئس} فعل ماض جامد لإنشاء الذمّ {المصير} فاعل مرفوع.. والمخصوص بالذمّ محذوف تقدير جهنّم.
وجملة: {من يولّهم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: {يولّهم...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: {قد باء بغضب} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {مأواه جهنّم} في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {بئس المصير} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{زحفا}، مصدر سماعيّ لفعل زحف الثلاثيّ، وزنه فعل بفتح فسكون.
{تولّوا} فيه إعلال بالحذف، أصله تولّيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت حركتها إلى الحرف قبلها، فلمّا اجتمع ساكنان حذفت الياء لام الكلمة فأصبح تولّوا وزنه تفعّوا.
{يولّهم}، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله يولّيهم، وزنه يفعّهم.
{متحرّفا} اسم فاعل من تحرّف الخماسيّ فوزنه متفعّل بضم الميم وكسر العين.
{متحيّزا} اسم فاعل من تحيّز الخماسي فوزنه متفعّل بضم الميم وكسر العين، وفيه إعلال لأن أصله متحيوز، اجتمعت الياء والواو والأولى منهما ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأولى.
{باء}، فيه إعلال بالقلب إذ الألف أصلها واو مضارعة يبوء، وأصله بوأ، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت الفاء.

.البلاغة:

فن التعريض: في قال تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ}، فقد ذكر لهم حالة تستهجن من فاعلها، فأتى بلفظ الدبر دون الظهر. وبعضهم يدخله في ضمن الكناية.
قال السعد التفتازاني: الكناية إذا كانت عرضية مسوقة لأجل موصوف غير مذكور كان المناسب أن يطلق عليها اسم التعريض، فقال عرضت لفلان وعرضت بفلان، إذا قلت قولا وأنت تعنيه، فكأنك أشرت إلى جانب وتريد جانبا آخر، ومنه المعاريض في الكلام، وهي التورية بالشيء عن الشيء.

.[سورة الأنفال آية 17]:

{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)}

.الإعراب:

(الفاء) عاطفة (لم) حرف نفي وقلب وجزم (تقتلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة {لكنّ} حرف مشبّه بالفعل للاستدراك ناسخ {اللّه} لفظ الجلالة اسم لكنّ منصوب (قتل) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة {ما} نافية {رميت} فعل ماض مبنيّ على السكون و(التاء) فاعل (إذا) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بـ {رميت} قبله {رميت} مثل الأول (الواو) عاطفة {لكنّ اللّه رمى} مثل لكنّ اللّه قتل (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (يبلي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل هو {المؤمنين} مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (من) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ(يبلي)، {بلاء} مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر لأنه اسم مصدر {حسنا} نعت لبلاء منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يبلي) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره فعل ذلك أي القتل والرمي.
{إنّ} حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {سميع} خبر مرفوع {عليم} خبر ثان مرفوع.
جملة: {فلم تقتلوهم} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تفاخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم.
وجملة: {لكنّ اللّه قتلهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تقتلوهم.
وجملة: {قتلهم} في محلّ رفع خبر لكنّ.
وجملة: {ما رميت} لا محلّ لها معطوفة على جملة لم تقتلوهم.
وجملة: {رميت} (الثانية) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {لكنّ اللّه رمى} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما رميت.
وجملة: {رمى} في محلّ رفع خبر لكنّ (الثاني).
وجملة: {يبلي...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: {إنّ اللّه سميع} لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.